أثار طلب شركة طبية كبرى من الأطباء الذين يعالجون المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري تحديد أهداف لسكر الدم أقل تشددا، جدلا بين الشركات الطبية من ناحية، وكلية الأطباء الأميركية من ناحية أخرى، ففيما عارضت ذلك بشدة شركات أخرى، أجرت نصف الشركات دراسة دقيقة لتوجهات أفضل علاج لـ29 مليون أميركي مصاب بالنوع الثاني من السكري، وقدموا توجيهات مختلفة بعض الشيء.
أهداف أقل صرامة
ذكر تقرير نشره موقع الراديو الوطني الأميركي، أن «كلية الأطباء الأميركية راجعت التوجيهات التي قدمتها الشركات الطبية، ورأت في تقرير نشر في Annals of Internal Medicine أن الأهداف الأقل صرامة هي الأهداف المناسبة لفحص سكر الدم الأساسي، وهو ما يمثله اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي A1C».
وقال رئيس كلية الأطباء الأميركية الدكتور جاك إندي، إن «هنالك بعض الأضرار المرتبطة بالعلاجات المفرطة أو غير المناسبة، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن التهاون في مستوى السكر بالدم».
تقليل أحد الأدوية
أضاف التقرير أن «كلية الأطباء الأميركية -التي تمثل أطباء الباطنية- توصي الأطباء باستهداف فحص A1C في نطاق 7 % إلى 8 %، وليس المستويات الأقل من ذلك والتي أوصت بها الشركات، وبالنسبة للأشخاص الذين توصلوا بالفعل إلى المستوى المنخفض من سكر الدم، أخذوا في عين الاعتبار تخفيف كثافة العلاج».
وقال إندي إن «أي تقليل أحد الأدوية أو إيقاف الأدوية، يمكن أن يمثل خطرا على المريض».
وروى قصة معلمة الاحتياجات الخاصة فالري بينينغوتن التي تم تشخيصها بمرض السكري في منتصف الأربعينات وبدأت علاجا شديدا.
وقالت بينينغوتن «لأنني كنت أعاني من مستويات منخفضة جدا من السكر أعطاني الطبيب ساعة منبهة، ورغم ذلك في مرحلة ما كنت أفقد الوعي»، مشيرة إلى أنها تواجه صعوبة في خسارة الوزن بسبب أحد الأدوية التي تناولته، والذي يؤدي عادة إلى زيادة بالوزن.
أضرار ارتفاع السكر
يقول الرئيس السابق للجمعية الأميركية للغدد الصماء الدكتور جورج غرنبيرغر إن «الأشخاص المعرضين لمخاطر سكر الدم المرتفعة أكثر بكثير مما نعتقد، وعندما يرتفع مستوى سكر الدم فوق الطبيعي يلحق الضرر بالجزء الخلفي من العين، وكذلك الكلى والأعصاب، خصوصا تلك الموجودة في القدم».
وأضاف «أنه متفاجئ من كلية الأطباء الأميركية بسبب إعطائها أهمية أكبر لمخاطر سكر الدم مقارنة بفوائد الحفاظ عليه تحت السيطرة، ولكن في الحقيقة لا يوجد حل واحد يناسب الجميع»، مشيرا إلى أن على الطبيب أن يتخذ القرار بالاستناد على المعلومات المتوافرة لديه، وكذلك بناء على حالة المريض الخاصة.
المصدر :alwatan.com.sa
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق